الصفحة الرئيسية  اقتصاد

اقتصاد في مبادرة فريدة لطلبة كلية العلوم الإقتصادية والتصرّف بسوسة: لقاء مع حرفيات الحلفاء بالقصرين ومشاريع اقتصادية بديلة واعدة

نشر في  17 ديسمبر 2018  (12:55)

تعيش تونس في الأربع سنوات الأخيرة أزمة إقتصادية لا تخفى على الجميع من التضخّم إلى إختلال الميزان التجاري إلى تدهور المقدرة الشرائية إلى تراجع قيمة الدينار وقدرته التنافسية وغيرها من المشاكل التي ما تكفّ تشغل رأي الخبراء والإقتصاديين ونلاحظ جميعا إنعكاساتها على مختلف شرائح المجتمع.

تتسم هذه المرحلة بكثرة التحاليل و السناريوهات التي يستمع إليها المواطن البسيط و الذي يعنيه في الأمر مجرّد شعار واحد "الخبز قبل كل شيء"، فهل فكّرنا في طرق بديلة لبناء نسيج إقتصادي فريد من نوعه ؟

من هنا تبرز في الصورة الدعوات الإجتماعية والمسابقات الوطنية التي تدفع الشباب نحو عقلية المبادرة والإستثمار في تطوير مشاريعهم بأنفسهم لتكوين جيل جديد من الشباب يعوّل على قدراته في بناء الممكن و التوجّه نحو ميدان الشركات الناشئة و الإستثمار الإجتماعي رغم كونه مفهوما جديدا و لازال في طور الإنطلاق في جامعاتنا التونسيّة.

يبدو الإستثمار الإجتماعي الذي يقوم على إنشاء شركات صغيرة الحجم ذات مسؤولية إجتماعية تجاه محيطها و الذي يندرج ضمن الإقتصاد التضامني والإجتماعي أحد أهم التوجهات الإقتصادية البديلة التي يمكن أن تربّي الجيل الجديد على عقلية التطوير و الإبتكار والمساهمة في بناء تونس التي نحلم بها ; تونس العدالة الإجتماعية و إتاحة الفرص للجميع.

من هنا تعرّضنا لأحد المنظمات التي تعمل على هذا الجانب و التي تمثّل كلية العلوم الإقتصادية والتصرف بسوسة وهي إناكتيس Enactus FSEG Sousse حيث فهمنا أن المنظمة تمثّل جزءا من المنظمة الوطنية التي تعمل على إستيعاب الشباب في مختلف كليّات الجمهورية من خلال دفعهم نحو الفعل المبادراتي في مسابقة وطنيّة بين مختلف نوادي المنظمة.

وتقوم المسابقة على أن الفرق المشاركة تنشئ مشاريعا وشركات تقوم على حل ثلاث مشاكل رئيسية (مشكلة إقتصادية، مشكلة إجتماعية ومشكلة بيئية ) مع التأكيد على أهميّة الإبتكار في المشاريع و تدخل الفرق المشاركة في تكوين وطني حول كل مايساعدهم في عملية مرافقة المشاريع والترويج لها.

وقد خيّر إناكتيس كلية العلوم الإقتصادية والتصرف بسوسة هذه السنة العمل على النساء في المناطق الداخلية و قرروا القيام بمشروع يستوعب المنتجات للحلفاء بطرق مبتكرة حيث قاموا يوم الأحد 16 ديسمبر بأول زيارة ميدانية للتعرّف على محيط العمل و لفهم الوضعيّة التي سيقومون من خلالها ببعث المشروع.

خاض الشباب المشارك يوما كاملا من المبادرة الإجتماعية بداية من التعرّف على kihub الذي يمثّل فضاء مبادرات بجهة القصرين ثم إلتقوا بالحرفيّات اللاتي أجبن على أسئلة المجموعة و فسّرن المشاكل اللاتي يتعرضن لها في مجال الصناعات التقليديّة، ثم إلتقت المجموعة بممثلين عن جمعيات و نوادي الجهة و أثثوا حوارا مطوّلا حول إمكانيات إتفاقيات الشراكة والعمل الجماعي الذي سيساهم في التسريع في إنجاز المشروع معوّلين على أهمية الترويج للمنتوج التونسي و إستهلاكه ومؤمنين بقدرة الكفاءات الشابّة على المساهمة في الدفع بالعجلة الإقتصادية والخروج من الأزمة الحالية إذا أتيحت لهم الفرصة.

نرجو أن تتكرر هذه المبادرات في المبادرة الإجتماعية.

محمد البوغديري